المقالات

العولمة والتعليم .. وجهان لعملة واحدة

على مدار العقد الماضي، تغلغلت التكنولوجيا في كل جانب تقريبًا من جوانب حياتنا ،  فقد شهد  التعليم تحولاً منقطع النظير في الساحة العولمية التكنلوجية الحديثة ، فأندثرت  أيام الدراسة وتعليم الطلاب  التقليدية على السبورة، ليحل محلها عصر جديد لعبت فيه الوسائط الرقمية دوراً محورياً في تشكيل طريقة تدريس المعلمين وكيفية تعلم الطلاب.

 ومع ظهور الأدوات التفاعلية المتاحة للأغلبية العظمى من مستخدمي الإنترنت  مثل الفيديو، ومنصات التعاون ، والمحاكاة الافتراضية، فقد أصبح في حقيبة المعلمين اليوم موارد وفيرة لجعل الدروس أكثر تفاعلية من جهة ، ومدى تفاعل الطلاب مع هذه المواد التعليمية من جهة اخرى ، فقد تخلى المعلمون عن نماذج التدريس التقليدية التي ركزت على المعلم  ، و إنشاء تجارب تعليمية مُخصصة تُلبي الإحتياجات الفريدة مع اساليب خاصة تناسب كل طالب .

مع أن فوائد الوسائط الرقمية في التعليم لاتنكر   وقدرتها الفعالة على تعزيز مشاركة الطلاب بتفاعلية ومتعة و شمولية ، إلا أن من المهم إدراك التحديات التي تصاحب دمجها ، ومن أبرز هذه العقبات الفجوة الرقمية الواسعة  بين من يملكون التكنولوجيا ومن لا يملكونها ،

ففي أنحاء كثيرة من العالم، وخاصة في المجتمعات منخفضة الدخل و بعض المناطق النائية من القرى والأرياف  يفتقر الطلاب إلى الإنترنت و أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية ،  ليُشكّل هذا التفاوت عوائق كبيرة أمام التعلم، مما يُفاقم الفوارق التعليمية.

علاوة على ذلك، يُعدّ الوعي الرقمي مصدر قلق رئيسي آخر. حيث إن هناك من المعلمين من يفتقر الى الدراية الكاملة بأحدث التقنيات، وبالمقابل  فليس جميع الطلاب يعرفون كيفية إستخدام المنصات الرقمية ،
 فبدون التدريب والدعم المناسبين، قد لا تتحقق إمكانات الوسائط الرقمية في التعليم على أكمل وجه.

لذا من الضروري مواجهة هذه التحديات بشكل مباشر وسد الفجوة الرقمية عن طريق استثمارات في البنية التحتية، لضمان حصول كل طالب على الأدوات اللازمة للنجاح ، و يمكن للحكومات والمدارس والمنظمات غير الربحية العمل معًا لتوفير أجهزة بأسعار معقولة، وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت،  وتقديم منح تكنولوجية مثالية ، إضافة الى تكثيف الدورات والورشات لكيفية استخدام هذه الوسائل التكنلوجية  لتعزيز التعليم والتعلم و خلق بيئة تعليمية أكثر ديناميكية وشمولية لجميع الطلاب.

ختاماً  ، وعلى الرغم من  أهمية اعتماد التكنلوجيا في التعليم ، إلا أن من المهم ألا ننسى أهمية التفاعلات المباشرة وأساليب التدريس التقليدية ، فينبغي أن تُكمّل التكنولوجيا دور المعلم، لا أن تحل محله  لتحقيق التوازن بين الأساليب الرقمية والتقليدية وخلق تجربة تعليمية متكاملة.

مروج العبيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
رئيس الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني فرع الديوانية يزور مكتب المفوضية العاليا المستقله للنتخابات ف... شهدت أروقة اجتماعات وزراء الخارجية العرب الاخيرة في القاهرة في ٤ ايلول الجاري تحركات مصرية تهدف لحشد... وزير التعليم العالي يستقبل معاون كلية المنصور للشؤون العلمية والمنصور تكرّم الدكتور نعيم العبودي اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية الميتقل ـ أوروبا فيليب موريس للخدمات الإدارية تعلن عن تعيين ريتشا روستاجي بمنصب المدير التنفيذي لمنطقة الخليج الأدنى... الجامعة العربية بين الإصلاح والمغامرة رئيس الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني فرع الديوانية يزور معهد التعليم العالي الاستاذ محمد جاسم محمد النجار مدير مكتب حزب الله فرع الديوانية يستقبل وفداً من الأتحاد العربي للأ... وزير الثقافة يستقبل وفد الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني ويشيد بدوره في تطوير الإعلام الرقمي الإعلام الإلكتروني ودوره في المرحلة القادمة مع اقتراب انتخابات مجلس النواب