راحة البال… السعادة التي أضعناها ونحن نبحث عنها في كل مكان ولم نجدها .
بقلم / رعد أسعد المشهداني
هل تذكر تلك الأيام؟
حين كنّا نجلس على الشرفات نحتسي الشاي ، والنسيم العليل يداعب وجوهنا، دون أن نعرف ما معنى القلق أو التوتر؟
كانت الحياة بسيطة والقلوب مطمئنة والأنفس مستبشرة والسعادة تكمن في تفاصيل صغيرة في ضحكة الأم وعودة الاب الى المنزل ولمّة العائلة وصوت الراديو وهو يبث أغنيات الزمن الجميل.
أما اليوم، فقد تغيّرت الأمور…
أصبحنا نركض خلف المال خلف الوظائف خلف الأحلام المؤجلة.
نظن أن المزيد من المال سيجلب لنا مزيدًا من السعادة لكن الحقيقة؟
أن راحة البال لا تُشترى ولا تُهدى ولا تُكتسب بالسعي وحده.
كم من أناسٍ يملكون الثروات ولا يغمض لهم جفن!
وكم من فقراء ينامون قريري العين مطمئنين القلب يبتسمون بلا سبب لأن قلوبهم عامرة بالرضا.
راحة البال رزق
أثمن من المال وأغلى من الذهب.
فمن دونها لا يحلو العيش ولا يهدأ الجسد ولا يطمئن القلب.
قد تعمل الليل والنهار،تسعى، وتجتهد، وتظن أن الراحة قريبة…
لكن إن لم يمنحك الله راحة البال فلن تجدها مهما فعلت.
لست أقول لا تعمل ولا تطمح بل اسعَ واجتهد
لكن لا تنسَ أن تطلب من الله راحة القلب وسكينة النفس وطمأنينة الروح.
ارفع يديك وقل
“اللهم ارزقني راحة بال لا تنقطع وسعادة لا تزول وطمأنينة لا يعقبها قلق.”
وفي زحام هذا العصر حيث ترتفع الأصوات وتزدحم القلوب نحتاج أن نتوقف قليلًا…
أن نغلق أعيننا ونستعيد في ذاكرتنا تلك اللحظات النقيّة حين كنا نضحك من أعماقنا دون سبب وننام دون أن نحمل همّ الغد.
فما أجمل أن نعيش ببساطة أن نبحث عن الطمأنينة في الرضا لا في الرصيد
أن ندرك أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الخارج بل تنبع من داخل قلبٍ واثق مؤمن ساكن.
فإن ضاقت بك الحياة لا تبحث عن مخرج بل ابحث عن راحة البال وادعُ الله أن يزرعها في قلبك فهي وحدها السعادة وإن قلّ كل شيء.